الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

المنتجعات العلاجية


يوجد في الأردن العديد من حمامات المياه المعدنية والشلالات الحارة المنتشرة في مناطق مختلفة، من أهمها حمامات ماعين والحمامات السخنة في البحر الميت (في محافظة مادبا وسط الأردن)، وحمامات عفراوحمامات البربيطة (في محافظة الطفيلة جنوب الأردن)، وينابيع الحمّة الأردنية وحمامات الشونة الشمالية (في محافظة إربد شمال الأردن).

كما تُعد منطقة البحر الميت من أهم المناطق السياحية للاستشفاء البيئي على مستوى العالم، حيث تتميز بمجموعة من العوامل الطبيعية ما جعلها تحظى بمركز تنافسي في المنطقة في مجال السياحة العلاجية والاستشفاء نظرًا لما يتمتع به من خصائص مناخية فريدة سواءً بخلوّه من الرطوبة، وباحتوائه على عيون كبريتية جعلته مؤهلاً لعلاج العديد من الأمراض وخاصة الجلدية منها، والتي تنتشر بصورة كبيرة، حيث يصل عدد المصابين بها في أوروبا إلى 25 مليون مريض، إضافةً إلى علاج الروماتويد. وبذلك امتلكت منطقة البحر الميت عناصر مهمة للجذب السياحي ليس فقط في سياحة الاستشفاء، ولكن بتميزه أيضًا في سياحة الترفيه والسياحة البيئية

إن اختيار منطقة البحر الميت من خلال منظمة الصحة العالمية كمركز عالمي لعلاج الكثير من الأمراض الجلدية في عام 2011، يدل على أهمية المنطقة في مجال السياحة العلاجية. وتعتمد العديد من الفنادق المقامة على ساحل البحر الميت على تقديم العلاج الطبيعي القائم على الاستفادة من الخصائص الطبيعية المميزة للمنطقة دون استخدام أي أدوية كيماوية على الإطلاق. وتؤكد العديد من الدراسات أن منطقة البحر الميت بامتلاكها هذه المزايا العلاجية يمكنها تحقيق أكبر عائد مادي سياحي للأردن، حيث إن نسبة الإصابة بالأمراض الجلدية يتراوح ما بين 1 : 3% من تعداد السكان. كما تنتج مختبرات البحر الميت الكثير من مستحضرات التجميل المصنوعة من المعادن المستخرجة من طينه، حيث تتوفر في الأسواق في أنحاء الأردن، أو يمكن طلبها عبر شبكة الإنترنت فيتم تسليمها إلى أي مكان في العالم، لكي يتمكن الزوار من الاستمرار بالتمتع بفوائد البحر الميت، بعد عودتهم إلى ديارهم بفترة طويلة

بالنسبة لحمامات ماعين، فتقع في محافظة مادبا على بُعد 58 كيلومترًا جنوبيّ عمّان، وتنخفض هذه المنطقة 120 مترًا عن سطح البحر. وتُعتبر أكبر منتجع سياحي علاجي في منطقة الشرق الأوسط. تشتهر بمنتجعاتها وعياداتها الطبيعية التي تقدم العلاج للمصابين بالأمراض الجلدية وأمراض الدورة الدموية، وآلام العظام والمفاصل والظهر والعضلات. حيث تقع حمامات ماعين في سفح واد سحيق ينخفض 150 مترًا عن سطح البحر، تزنّره جبال شاهقة داكنة اللون بفعل الحرارة الجوفية، تشق مياه ساخنةصخورا نارية لتنهمر عيونًا وشلاّلات. يصل الزائر إلى حمامات ماعين عبر طرق مختلفة في ظلال الشلالات أقيم فندق متعدد الطبقات عام 1987. يؤم المنتجع السياح بقصد العلاج والاستشفاء أو بهدف الراحة والاستجمام بمياهه المعدنية التي تشفي العديد من الأمراض المستعصية والمزمنة، والاستحمام بالمياه المعدنية الساخنة وطين البحر الميت والاستمتاع بمرافقه المتعددة الأغراض. تتوسط المنتجع قرية سياحية تضم شاليهات وبركة طبيعية وغرف ساونا ومسبح. تنحدر مياه شلالات ماعين من قمة الجبل وتشق تعاريج تكمّل المياه التي تخترق محمية الموجب باتجاه البحر الميت عبر جبال ماعين امتدادًا إلى منطقة الفنادق عبر الزارا المعروفة بمياهها الساخنة

تقع حمامات عفرا على بعد 26 كم شمال مدينة الطفيلة في جنوب الأردن. تنطلق المياه الحارة فيها من أكثر من 15 مصدرًا أو ينبوعًا؛ تتراوح حرارتها في المتوسط ما بين 45 - 48 ºم لتشكل سيولاً وشلالات تتجمع في برك مائية غنية بالمعادن الشافية. تعدّ حمامات عفرا من أهم مقاصد السياحة الداخلية على مستوى الأردن، حيث يقصدها رواد الترفيه وقاصدو السياحة العلاجية. وتحتوي على مركز للخدمات السياحية وعيادات طبية لأغراض السياحة العلاجية، فهي ذات خصائص علاجية مميزة لعلاج العقم وتصلب الشرايين وفقر الدم والروماتزم وغير ذلك من الأمراض المزمنة، كما يوجد في الموقع مركز لخدمة المتنزهين والحرص على راحتهم. وتُعد مياه عفرا الأقوى تدفقًا من بين المياه المعدنية الأخرى في الأردن، لذا فقد تم التركيز عليها من حيث الدراسات والأبحاث والتجارب التي أثبتت قدرتها على علاج الكثير من الأمراض المزمنة والمستعصية. وتشير الدراسات إلى أن الموقع تاريخيًا اُستخدم لغايات العلاج منذ زمن طويل، بدءاً من العهد الروماني، حيث كان يستفيد من الميزة العلاجية لمياهها علية القوم. وللمكان أهمية دينية تاريخية متمثلة في مقام فروة بن عمرو الجذامي، وهو أول شهيد في الإسلام خارج الجزيرة العربية من بلاد الشام، بالاضافة إلى وجود الكنيسة البيزنطية المكونة من ثلاثة كهوف داخل الموقع.أما بالنسبة لحمامات البربيطة، فتقع في الجزء الجنوبي من وادي الحسا قبل التقائه بوادي عفرا، شمال مدينة الطفيلة جنوب الأردن. وهي معتدلة الحرارة إذ تصل درجة حرارة مياهها إلى 49°م؛ وتحتوي على عدة أنواع من الأملاح والمعادن مثل: الكلوريد، وكبريتيد الهيدروجين، لذا تتميز بفاعلية علاجية عالية. وتنبع مياهها من الصخور الرملية الكربونية العائدة إلى العصر الطباشيري السفلي وهذه الطبقة تعلوها طبقة من الحصى على شكل ترسبات حديثة.
تضم محافظة إربد ينابيع الحمّة والشونة الشمالية. تقع الحمّة الأردنية على نهر اليرموك، أقصى جنوبيّ هضبة الجولان وعلى بعد 100 كيلومتر تقريبًا إلى الشمال من عمّان، وعلى انخفاض 156 مترًا عن سطح البحر. وهي من أهم مواقع العلاج والسياحة في الأردن، إذ تشتهر بمياهها الساخنة التي تخرج من باطن الأرض. وتُعد هذه المياه بما تضمه من أملاح معدنية ومواد طبيعية نادرة التكوين في العالم. وقد أُقيم منتجع يقدم كافة الخدمات السياحية والعلاجية يحتوي على مسابح خاصة بالرجال وأخرى مغلقة للنساء وثالثة للأطفال وأكشاك ومظلات ووحدات صحية للرجال والنساء وشاليهات. كانت الحمة في العهد الروماني من أعمال مقاطعة أم قيس، وقد عُرفت باسم "اماتا".
أما الشونة الشمالية، فتقع في غور الأردن الشمالي في محافظة إربد على مقربة من مقام معاذ بن جبل. وتُعدّ القرية السياحية في الشونة الشمالية من أبرز المعالم السياحية العلاجية في شمال الأردن، لما تحتويه مياهها المعدنية من عناصر وأملاح تساعد في علاج بعض الأمراض التي تصيب الجسم كأمراض العظام والروماتزم والالتهابات الجلدية وقصور الدورة الدموية. وتحوي القرية على عدد من الشاليهات وبرك الاستحمام وفندق سياحي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق