الثلاثاء، 19 ديسمبر 2017

المحميات الطبيعيه


تُعتبر البيئة الأردنية بيئة غنية ومتنوعة، حيث يتمتع الأردن بالثراء الطبيعي، والذي يجمع بين البادية والريف. وتبعًا لهذا التنوع البيئي تتنوع الحياة والكائنات الحية، النباتية والحيوانية. وقد تأسست في البلاد مؤسسة معنية في الحفاظ على هذا التنوع البيئي، وهي الجمعية الملكية لحماية الطبيعة.يتبع الجمعية مجموعة من المواقع السياحية المميزة، وهي جميعًا مفتوحة لاستقبال الزوّار وتشجع الجمعية السياحة والبيئة، حيث أنها تدعم حماية الطبيعة في العديد من المجالات.
تُعد المحميّات الطبيعيّة أهم تلك المواقع، كمحمية الأزرق، محمية الشومري، محمية الموجب، محمية ضانا، ومحمية عجلون. ويمكن للسياح القيام بعدة نشاطات في تلك المحميّات، كرحلات السفاري ومراقبة الطيور، حيث أن موقع الأردن استراتيجيٌ على طريق هجرة الطيور، بجانب الإثارة والاستمتاع بالصحراء واستكشاف القصور الصحراوية، خاصة بسيّارات الدفع الرباعي، ومقابلة السكان المحليين والتعرف على عاداتهم وتقاليدهم، والتجوّل في الدكاكين الطبيعية، التي تحتوي على هدايا مميزة من صنع السكان المحليين والتي تكون مستوحاة من طبيعة الأردن.
تقع في محافظة الزرقاء محميّتان، هما الأزرق والشومري. بالنسبة إلى محمية الأزرق المائيّة، فتقع في الأزرق شرق الأردن، وتبلغ مساحتها 82 كيلو مترًا مربعًا. وهي عبارة عن واحة مائية فريدة من نوعها في وسط الصحراء الأردنية. وتُعتبر مأوى واستراحة للطيور المهاجرة بين أفريقيا وأوروبا، بالإضافة إلى أنواع الطيور المحليّة. وتتكون المحميّة من مركزٍ للزوار يضم قاعة تشرح تاريخ المنطقة، وكوخ لمراقبة الطيور، وآثار تاريخية تتضمن سدًا قويًا مميزًا. أما بالنسبة إلى محمية الشومري، فتقع أبضًا في الأزرق، وتُعتبر من أهم المحميّات الأردنيّة، والتي جُهّزت خصيصًا للحفاظ على النوع وجذب الزوّار. تبلغ مساحتها 22 كيلو مترًا مربعًا، وتضم عدة مرافق، منها مركز استعلامات الزوار وهو نقطة استقبال الزوار ويحتوي على دكان طبيعة يضم منتجات طبيعية من حلي وفضة، كما يضم مركز الطبيعة وهي قاعة دلالية تروي قصة الحياة البرية في المنطقة عبر مواد تعليمية تهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى المواطن، وتُعرّف السياح بالتراث الأردني. إضافةً إلى الجولة التي يقوم بها الزائر لرؤية مُسيّجات الحيوانات والموجودة في المحمية، حيث يمكن القيام برحلة سفاري داخل مُسيّجات حيوان المها العربي بعربة خاصة، وأيضًا وحدة العناية بالحيوانات والطيور، والتي يتم فيها العناية بالحيوانات المصابة، وساحة الزوار.
كما يقع في محافظتيّ الكرك ومادبا وسط الأردن، عدة أودية وشلالات مائيّة تنبع من الجبال وتصب في النهاية بالبحر الميت، من أهمها محمية الموجب الطبيعيّة، التي تبلغ مساحتها حوالي 212 كيلومترًا مربعًا. وتُعتبر موقعًا مميزًا لمحبيّ المشي والسباحة وتسلق الشلالات. وتتكون هذه المحمية من أربعة ممرات تتراوح في الطول ودرجة الصعوبة.

أما في محافظة الطفيلة جنوب الأردن، فتقع واحدة من أهم المحميّات الأردنيّة، وهي محمية ضانا، والتي تتميز بوجود حوالي 34 موقعًا أثريًا ضمن حدودها. وهنالك مؤشرات تدل على وجود المستعمرات البشرية القديمة التي كنت تحيط بالمنطقة، كالمجتمعات الزراعية الإدومية التي يعود تاريخها إلى العصر الحديدي. ولقد اُنشئت في المحمية عدّة مستعمرات لحماية التنوع الحيوي للمجموعات النباتية والحيوانية ضمن حدود المحمية وتطوير السياحة البيئية في المحمية، لأنها تتميز بطابع جمالي نادر يلبّي كثيرًا من رغبات محبيّ الطبيعة من السكان المحليين والسوّاح الأجانب وتطوير الحياة الاجتماعية والاقتصادية للسكان المجاورين للمحمية. وتضم محمية ضانا مركز ضانا، وهو يجمع كل النشاطات التي تقوم بها الجمعية في المنطقة من إدارة المحميّة والأبحاث الميدانيّة. وتضم أيضًا بيت الضيافة ومخيمًا يقع بين جبال ضانا. ومن النشاطات التي يقوم بها الزوّار في محمية ضانا إضافةً إلي الإقامة، هي مراقبة الطيور والمشي في ممرات المحميّة، حيث يوجد ممرات عديدة مختلفة في المحميّة قرب المخيّمات ومن قرية ضانا، ومشاغل الحرف اليدويّة ومشغل تجفيف الفواكه في مركز ضانا.
أما في الشمال، وتحديدًا كل من محافظتيّ عجلون وإربد، فتقع محمية عجلون الطبيعيّة وغابات برقش الحرجيّة. لقد بدأ فيهما برنامج إكثار الإيل الأسمر، وإعادة الأنواع البريّة المُنقرضة في المنطقة وإكثارها مثل الأيل الفارسي.
أما وادي رم في محافظة معان جنوب الأردن، فيُعد من أهم المحميّات الطبيعية التي تتيح للمتنزهين الاستمتاع بسكون الصحراء وهدوئها، وبمساحات مترامية الأطراف. كما تم اكتشاف رسوم صخرية تعود إلى 4000 عام. كما يُعد الجسر الحجري في بردة أعلى جسر طبيعي في وادي رم، و يتم عبوره عن الطريق الذي يُطلق علية أعمدة الحكمة السبعة. وتُعتبر هذه المنطقة من أول المناطق الأردنيّة التي دخلتها القوات العربيّة أثناءالثورة العربية الكبرى عام 1916، حيث تتوفر للزائر إمكانية مشاهدة تمثيل لتلك الحقبة عبر جولة بقطار خط حديد الحجاز هناك.كما يمكن للزائر الغوص في خليج العقبة القريب، وتحديدًا في متنزه العقبةالبحري الواقع في محافظة العقبة أقصى جنوب الأردن، حيث يمكن استكشاف أنواع كبيرة من الأسماك والأحياء البحريّة والمرجان

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق