القصور الصحراويه.
توجد في الأردن الكثير من القصور الصحراويّة المنتشرة على أرضه، والتي بُنيت بعضها على طريق الحج والتجارة من وإلى بلاد الشام والحجاز. وكانت تُستخدم كمحطات للاستراحة والتزود بالماء والمؤن. وتضم القصور الصحراويّة معالم يتمثل فيها التاريخ الإسلامي في بلاد الشام، ومن أهم هذه القصور: قُصير عمرة الأمويّ، الذي يقع بالقرب من الأزرق بمحافظة الزرقاء شرق الأردن، والذي يُعتبر تحفة فنيّة معماريّة على جدرانه أيضًا رسوم لملوك الأرض. ويبدو سقف قبة القصر التي تُغطّي حمّام الماء الساخن وكأنه قطعة من السماء تظهر فيها الأبراج السماوية المرسومة بمهارة فائقة. كما يشتهر بقبته وزخارفها الجميلة والحيوانات التي وُجدت في المنطقة في تلك الحقبة، ومنها الأسود والنمور والغزلان والنعام. كما أنه يوجد في ساحته بئر ماء كان يتم رفع الماء منها بواسطة ساقية قديمة، وكان الماء ينساب في الممرات الفخاريّة تحت أرضيته لتدفئة البناء وفق نظام التدفئة المركزية المعمول والرسوم المشغولة بطريقة الفريسكو التي تمثل مشاهد من رحلات الصيد حاليًا. وقد تم إدراج هذا القصر دون غيره من القصور الصحراويّة الأردنيّة على قائمة التراث العالميلليونيسكو عام 1985 .
أما بالنسبة إلى القصور الأخرى، فهناك قصر الحرانة، الذي يقع في محافظة الزرقاء على بعد 65 كيلومترًا شرقي عمّان. وهو من أهم الآثار الأموية المُصانة حتى الآن، ويتكون من 61 غرفة في طابقين من البناء الذي يتميّز بهندسته المعماريّة التي تجعله شبيهًا بالقلعة. ويقوم في كل زاوية من زواياه برج دائري، وآخر نصف دائري يقع بين كل زاويتين. كما تحتضن محافظة الزرقاء أيضًا كل من قصر الحلابات وقلعة الأزرق، حيث يقع الأول على بعد 25 كيلومترًا من مدينة الزرقاء شرق الأردن. وتدلّ الشواهد الأثريّة على أن أصل بنائه كان نبطيًا، أما آثاره الظاهرة فتعود إلى العصر الروماني، حيث بُنيت مع قلاع أخرى لضمان حماية الطرق الشرقيّة. أما الثانية، فتعود إلى عهد الرومان، وهي مبنية بالكامل من الحجر البازلتيالأسود، وتطل أسوارها على واحة الأزرق التي كانت فيما مضى محطة رئيسيّة للقوافل.
أما في محافظة العاصمة، فيقع كل من قصر المُشتّى، قصر الطوبة، وقصر الموقّر. يقع المشتّى على مقربة من مطار الملكة علياء الدولي جنوبيّ عمّان، وهو قصر فسيح يتميز بالعقود والقناطر، ولعله من أهم وأقدم العمائر المدنية التي ترجع إلى عهدالدولة الأموية في بلاد الشام. كما يقع قصر الطوبة على بعد 95 كيلومترًا من عمّان، وهو قصر ضخم أُنشئ من الآجرالمشوي بالنار، فسيح يتميز بالعقود والقناطر. ويُعتبر هذا القصر من القصور الأموية التي حافظت على جزء كبير من بنائها رغم تعرضه للكثير من عوامل التعرية وأيدي العابثين.أما بالنسبة لقصر الموقر، فتوجد بقاياه على بعد 35 كم غربيّ قصر الحرانة. والدلائل توحي بأن القصر كان مزدانًا بالزخارف. ولم يبق منه إلا تاج يحمل كتابة بالخط الكوفي.
أما في محافظة المفرق، وتحديدًا في منطقة الرويشد، فيوجد قصر البرقع. وهو أحد القصور الأثرية الإسلامية التي بُنيت من حجارة البازلت السوداء المتوفرة في تلك المنطقة. ويعود تاريخه إلى سنة 700م، أي في فترة حكم الوليد بن عبد الملك. ويتألف القصر الذي شيد على سد برقع من 3 طوابق مختلفة وسكنًا. وكانت المياه تُنقل إلى القصر بطريقة مثلى تضاهي التقنية الهندسية الحديثة في طرق نقل المياه، حيث تم تزويد القصر بالمياه الباردة والساخنة من خلال قنوات ري حجرية وفخارية تصل إلى جميع الحجرات والمرافق .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق