عمان " Amman " .
يرجع تاريخ مدينة عمّان إلى الألف السابع قبل الميلاد، وبهذا تُعتبر من أقدم مدن العالم المأهولة بالسكان إلى يومنا هذا.وعمّان مدينة قديمة أقيمت على أنقاض مدينة عرفت باسم "ربّة عمّون" ثم "فيلادلفيا" ثم "عمّان" اشتقاقًا من "ربة عمّون"، واتخذها العمّونيون عاصمة لهم. وقد أُنشئت المدينة على تلال سبعة، وكانت مركزًا للمنطقة على ما يبدو في ذلك الوقت
لقد مرّت على المدينة حضارات عديدة دلّت عليها الآثار المنتشرة في أرجاء المدينة. وخلال هذه الفترة الطويلة، شهدت المدينة الكثير من الحضارات، كان أهمها العمونيون. يُعد المدرج الروماني أحد أكبر الآثار المتبقية في المدينة. كما يدل جبل القلعة بآثاره المختلفة يدل على الحضارات العمونيةوالإغريقية والرومانية والبيزنطية والأموية، بالإضافة إلى رجم الملفوف الواقع في جبل عمان والمطل على وادي صقرة هو ما تبقى من حضارات فترة ما قبل التاريخ لعبّاد الطبيعة وعناصرها كالشمس والقمر والنجوم .
كما يعود أول تواجد بشري في مدينة عمّان في آثار عين غزال شرق العاصمة إلى 9 الآف عام من الآن.لقد كشفت التنقيبات على أن هذه المنطقة هي من أغنى مواقع العصر الحجري الحديث ما قبل الفخاري، كما أن القرية قد سُكنت دون انقطاع. كانت عين غزال مستوطنة زراعية ورعوية بُنيت من الحجارة غير المشذبة، و كانت المباني مستطيلة الشكل وبجدران مستقيمة، وقد رُصفت الأرضيات ثم قصرت بالجبس المدكوك حد اللمعان، وبعد ذلك تم طلائه باللون الأحمر. إن أهم ما يميز موقع عين غزال التماثيل البشرية المُكتشفة، والتي تم العثور عليها في المنطقة الوسطى للموقع على مجموعتين من التماثيل البشرية، والتي تُعد من التماثيل النادرة في العالم.
يقع المدرج الروماني في الجزء الشرقي من عمّان، وتحديدًا على سفح جبل الجوفة، أحد التلال المقابلة لقلعة عمّان. وتقع إلى جانبه ساحة الفورم وتبلغ مساحتهما معا ما مجموعه 7,600 متر مربع. ويعود تاريخ بنائهما إلى القرن الثاني الميلادي، وتحديدًا بين عامي 138م و 161م إبان عهد أنطونيوس بيوس. وقد اُستعمل المدرج الروماني للعروض المسرحية والغنائية والفنية. ويتسع لحوالي 6,000 متفرج. وهناك متحفان صغيران على جانبي المسرح، متحف الحياة الشعبية ومتحف الأزياء الشعبية. الأول يحكي تطور حياة سكان الأردن واستعمالهم للأدوات والأثاث على مدى القرن السابق، وخاصة حياة الريف والبادية. أما المتحف الثاني يتناول مواضيع أزياء المدن الأردنية التقليدية والحلى وأدوات التزيين التي تستعملها النساء.
كما يقع سبيل الحوريات في وسط البلد. كان يُسمى (النيمفيوم). يعود إلى الفترة الرومانية وتحديدًا القرن الثاني الميلادي. ويحتوي السبيل على ثلاث حنايا، وضعت طاقات صغيرة نصف دائرية أيضًا، والتي رُتبت في صفين يعلو أحدهما الآخر. وكانت الواجهة الداخلية لسبيل الحوريات مغطاة بألواح الرخام، بينما حوض السباحة كان واسعًا ويمتد على طول البناء وبعمق 26 قدمًا. وأُقيمت فوق حوض السباحة الحمامات والنوافير والأعمدة التي تبلغ ارتفاعها عشرة أمتار. ولم يتبقى منه سوى برجان وبعض الآثار التي ماتزال ماثلة.
أما بالنسبة لجبل القلعة، فيرتفع حوالي 135 مترًا فوق مستوى سطح البحر، وما زالت بقايا قصور العمونيين ماثلة فيه، منها جدران الأسوار، والآبار المحفورة في الصخر الجيري. وعثر في جبل القلعة على أربعة تماثيل لملوك العمونيين تعود إلى القرن الثامن ق.م. كما يوجد أيضًا، آثار وأعمدة رومانيّة كورنثية ومعبد لهرقل، الذي بناه الإمبراطور الروماني أوريليوس، وقد نصب تمثالاً لهرقل عند مدخل الهيكل. وتدل بعض النقوش التي وجدت في الموقع بأن المعبد كان قد شُيد في السنوات 161 حتى 166م. بقي من المعبد واجهة مكونة من ستة أعمدة ضخمة. كذلك يحوي على آثار إسلامية تعود إلى العصر الأموي، حيث القصر الأموي والبركة الأموية والمسجد الأموي هناك. بالإضافة لذلك يوجد متحف الآثار الأردني على قمة الجبل. والذي شُيد سنة 1951.
كما تقع في منطقة عراق الأمير إلى الجنوب الغربي من عمّان، قصر العبد، والذي بُني بين عاميّ 187 و 175 قبل الميلاد في ظل حكم البطالمة، وتحديدًا في عهد سلوقس الرابع. وقد تم بناء هذا القصر من الحجارة البازلتية الضخمة البيضاء، ويبلغ طوله 38 مترًا وعرضه 18 مترًا وارتفاعه 4,5 مترًا. ويتكون من طابقين؛ السفلي وفيه أربع غرف وسبعة نوافذ، والعلوي فيه قاعة وأربع غرف. وللقصر بوابتان جنوبية والأخرى شمالية، مُزيّنة بالأعمدة والتيجان والرسومات. كما تحيط بالقصر قنوات ري حجرية تغذي بركة ماء كبيرة، إضافة إلى وجود سور يلتف حول القصر، مازالت بقاياه المهدمة قائمة. كما يوجد في عمّان أيضًا موقع أهل الكهف التاريخي في قرية الرجيب، وكان الاسم القديم لهذه القرية هو الرقيم. لقد جُمعت الهياكل العظمية لأصحاب الكهف في منطقة صغيرة، ويمكن رؤية هذه الهياكل من خلال فتحة صغيرة سُدّت بقطعة زجاجية صغيرة.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق